الصفحة الرئيسية  أخبار وطنية

أخبار وطنية صرخة فزع: ما مصير المقيمين بالمبيت التلمذي لمعهد دار الأمان بالقيروان بعد غلقه ؟

نشر في  13 أفريل 2016  (10:06)

ما أن تكون في موقع مسؤولية ومأتمن على شيء ما فإنه يفترض أن تكون أكثر التزاما وأكثر تحدّي أو فلتترك المسؤولية والمنصب لمن هو أكثر كفاءة منك. هذا ما وجب قوله وايصاله للمسؤولين الجهويين بولاية القيروان ومن لهم علاقة بالمنظومة التربوية بالقيروان٠

دون مقدمات ودون تلطيف للعبارات، لأن الوضع أصبح خطير وخطير للغاية ولأنه مس أبناءنا التلاميذ وهم ذخيرة تونس وسلاحها ضد الإرهاب والتطرف والإنحراف، نزل خبر إغلاق المبيت التلمذي بالمعهد الثانوي دار الأمان بالقيروان وتحويله لإدارة جهوية ثانية للتربية وفق ما قرره السيد الوزير ناجي جلول نزول الصاعقة على التلاميذ المقيمين بالمعهد وهم تلاميذ إعدادي وثانوي.

وعلى أولياء أمورهم، حيث أن هذا المبيت يعتبر غاية في الأهمية لهؤولاء التلاميذ وذويهم فهو يأوي أكثر من مائة تلميذ يتوزعون بين نظام الإقامة الكاملة ونظام النصف إقامة. وهنا نجد أن المنتفعين بخدمات هذا المرفق التابع لمعهد دار الأمان بالقيروان يتجاوز المائة تلميذ أغلبهم من ضعاف الحال، وسكان أرياف مدينة القيروان وممن باعدت الأقدار ولقمة عيش ذويهم بينهم وبين مؤسسات التعليم.

فقد ورد علينا في اتصال هاتفي من وليّة احدى التلميذات أن ابنتها كانت عرضة للكلاب السائبة و للخنزير البري "الحلوف" و.حتى للمنحرفين كما أن الإنتقال يوميا لأي معهد أخر سيكون بمثابة الأمر المستحيل نظرا لضعف الأمور المادية ولبعد هذه المعاهد التي لا توفر الإقامة، الولية أكدت لنا أن مصير ابنتها سيكون الإنقطاع عن الدراسة رغم تفوقها وحصدها لنتائج طيبة، وهو ما سيكون عليه مصير بقية التلاميذ والتلميذات ولنتصور ما سيرافق هذا الإنقطاع من تبعات كالإنحراف والتوجه نحو التطرف والإرهاب وكلها سيناريوات قابلة للوقوعk

في ظل عدم الإحاطة بهذه الفئة خاصة وأنها تمر بأصعب فتره عمرية "فترة المراهقة" التي تتطلب تواجد كل مقومات الإحاطة النفسية والتربوية والإجتماعية بها. المتتبع لخطوات عمل السيد وزير التربية ناجي جلول، يجد وأنه يعمل بجهد لتوفير المناخ الملائم للمراهقين فمكانهم الطبيعي وفق تمشّيه وخطواته وحتى تصريحاته هو مقاعد الدراسة والنهل من العلم. ولكن هنا نجد العكس تماما، فتحويل هذا المبيت لإدارة جهوية أو لأي إدارة كانت سيحرم هؤولاء التلاميذ من مواصلة التعليم و سيحرم المجموعة الوطنية من خدماتهم المستقبلية.

من هذا المنبر الإعلامي نرفع أصوات هؤلاء التلاميذ وأولياء أمورهم والمتعاطفين معهم للسلط الجهوية بولاية القيروان، وللسيد مندوب التربية والسيد الوزير وننادي بضرورة تطبيق توصيات جنابه في الإحاطة بهذه الفئة. لأنه من العيب أن نعمل على اعادة ألاف التلاميذ المنقطعين لمقاعد الدراسة، ونوفّر السبل الكفيلة بمنع انقطاع أخرين ونأتي هنا ونحرم هؤلاء لسبب يمكن إيجاد بدائل له، ومنه ضروري ايجاد حل يضمن مواصلة هؤلاء التلاميذ لدراستهم.

ويحفظهم من الضياع والتشرد، وكلنا أمل أن يصل هذا الصوت للسيد الوزير ويتدخل شخصيا لإيجاد الحل الشجاع و الموضوعي كما عهدنا في تدخلاته.

حمزة الدرعي